هل ممكن الزواج من شخص غير متعلم ؟ (2)
ـ بين الرجل العظيم والمرأة العظيمة .. !
أما أليس فتتحدث بنبرة عصبية قائلة: تخرجت حديثاً من كلية الزراعة، ولكنني حتى الآن لم يفتح قلبي لأي شاب وتتساءل: هل تعرفون لماذا؟ وتجيب متساءلة: أين الرجل الذي يفهم المرأة؟ أين هو ذاك الرجل الذي يحترمها ويقدرها ويراعي شعورها؟ أين هو ذاك الانسان الذي يفتح المجال أمام زوجته كي تُعبّر عن شخصيتها؟ ما زلنا نقبع في عصر سيطرة الرجل، السيطرة الذكورية بكل أنواعها ومفاهيمها..
وتتابع: يقولون وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة.. وأقول أيضاً يجب ان يقال وراء كل امرأة عظيمة رجل عظيم.. فلا المتعلم يتيح للمرأة ان تعبر عن نفسها وكينونتها، وكذلك الحال بالنسبة الى غير المتعلم وعن السؤال هل أقبل بالزواج من شاب غير متعلم؟ أقول: نعم أقبل وبكل سرور وترحاب صدر إذا ما استطاع ان يلبي طموحي واحتياجاتي.
ـ «إذا معك شهادة يعني بتفهمي» .. !
الرجل الذي يحترم المرأة ويقدرّها تبحث عنه أليس فلا تجده، وكذلك الحال بالنسبة الى منال /20/ عاماً التي تقول: بما أنني فتاة أعيش في مجمتع شرقي وأخاف من أن يفوتني القطار أقبل بالزواج من انسان أدنى مني تعليماً، ولكن ليس لدرجة ان يكون أمياً.. لكن أعلم ان بالنهاية ستصبح الحياة تعيسة لأن الرجل سيحاول وبأقصى جهده ان يفعل كل ما يستطيع ليعلمني بأنه ليس أقل مني فهماً أو إدراكاً للحياة فأنا أعلم أناساً هكذا فكانت كلما قالت الزوجة كلمة يقول لها زوجها:
((مفكرة إذا معك شهادة صرتي بتفهمي)) وتضيف: أعرف بأنها ليست حياة زوجية صحيحة.. ولكن ما الحل؟ أخاف من أن استمر بالتفكير بعقلي وبالزواج الأفلاطوني فيفوتني القطار..
ـ الزواج سترة للبنت .. !
وعن المجمتع الشرقي تضيف بسمة قائلة: في مجتمعنا الشرقي يعتقد الجميع بأن الزواج «سترة للبنت» سواء كان أمياً أو متعلماً، لكن أنا شخصياً وبكوني طالبة جامعية /أدب انكليزي/ لا استطيع الارتباط بانسان ليس أمياً
فحسب بل أدنى مني بمستوى التعليم لأنه في كلتا الحالتين ستتحول الحياة الزوجية الى أشبه بجحيم لا يطاق، إما ان تخضع المرأة وتتنازل عن كيانها وإما الطلاق، وبالطبع أحلاهما مر ..
وتضيف: الرجل في مجتمعنا رجل شرقي لا يستطيع بأن يتقبل ان المرأة أعلى منه في المستوى التعليمي فيحاول احباطها بأي شكل ممكن وتتحول الحياة من زوجية مثالية الى حياة جهنمية.. لذلك أنا أنصح جميع الفتيات اللواتي في سن الزواج بأن لا يتسرعن باتخاذ القرار والخوف من أن يفوتهم القطار..
وتناشد الفتيات قائلة: وعليكن بالتفكير بعقولكن وليس بخوفكن فبالنهاية الحياة الزوجية حياة مشتركة بين روحين كما هو متعارف عليه (مين بيكسر راس الثاني)..
في هذه الحالة من الصعب جداً التفاهم بين الطرفين لأن الرجل الشرقي لا يمكنه القبول بزوجة متعلمة لأنها سوف تكون القطب الأقوى بينما هو فسيكون القطب الأضعف.
أعرف زوجاً أمياً بالمعنى الدراسي تزوج من فتاة جامعية كانت في سنتها الثانية فرع رياضيات وبعد زواجهما بفترة قصيرة طلب من زوجته ترك الدراسة والجلوس في البيت. وهي بحكم خضوعها له تركت الدراسة وخسرت حقها في حمل إجازة في العلوم الرياضية.
إن هذا السلوك ليس غريباً في مجتمعنا الشرقي الذكوري الذي لا يريد للمراة أن تكون أكثر علماً وفهماً وتفوقاً لكن نحن هنا نعالج ظاهرة بدأت من فترة طويلة ولا زالت متفشية تفتش عن علاج ناجع.
رغم ذلك، نجد أن الزوجة تريد دائماً لزوجها المكانة العالية والسمعة الطيبة حتى في حال كونه أمياً لأنها تجد أن قوتها وكينونتها وسمعتها هي مستمدة من رجلها ويصح القول فيها ((وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة)) أما الرجل فلا يتحمل أن يجد امرأته أكثر علماً وذكاء منه لأنه يشعر أن ذلك مهانة له وانتقاصاً من ذكوريته لذلك يحاول أن يحد من ثقافتها غير عالم أن زوجته سوف تكون أماً ومربية لأولاده.
- لا يناسبني إلا من يماثلني .. !
ترى دانا أنها درست وتعبت وتخرجت لذا فالشخص المناسب لها أيضاً يجب أن يكون جامعياً أي في مستوى دراستها وثقافتها وتقول: لا أرضى بالزواج من شخص غير متعلم ليس لأنه جاهل أو انه ادنى مني مستوى، ولكن لأنه لن يفهم علي ولن نستطيع التفاهم في حياة زوجية غير متكافئة مهما كنا نحب بعضنا.. فالزواج بناء يبنيه شخصان متكافئان اجتماعياً والأهم فكرياً.. أما الشخص غير المتعلم فلن يتماشى مع مستواي الفكري أو مع طريقة تفكيري وستنشأ عندها المشكلات..
وتتابع: قد يحدث إما انه يحاول احباطي وانزال قدري ربما لشعوره بأنه أقل مني أو بأن الفتاة أحياناً تتحكم بزوجها وتعلو عليه وتشعره بأنها أفضل منه وذلك بشكل دائم، ولم نسمع عن أية حالة وان وجدت فهي نادرة جداً بأن شخصين غير متكافئين فكرياً قد اتفقا واستطاعا ان يعيشا معاً رغم اختلاف مستواهما الفكري..
- حالة نادرة .. !
تزوج رجل بفتاة شبه أمية إذا ما قيست درجة تعليمها بتحصيله العلمي حيث أنه يحمل شهادتين جامعيتين ويتكلم عدة لغات أجنبية، كما عرفتهما ارتبطا بالزواج الكنسي المقدس ورزقا ثلاثة أولاد وهما يقتربان الآن من يوبيلهما الفضي أي الخامس والعشرين وهما يزدادان تالقاً وإشراقاً بعد سنوات طوال من الحب والاحترام المتبادل يجمعهما محبة واحدة لله الذي باركهما بكل بركة سماوية.
ما أريد طرحه هنا: هل المعادلة بين رجل متعلم وامرأة أمية ممكنة التحقيق حين تفشل المعادلة العكسية؟
هل الرجل المتعلم أو الجامعي هو رجل أكثر ذكورية وسيطرة؟ أم أنه أكثر حباً وتفهماً واحتراماً لشريكة حياته؟
إني أؤمن بالمقولة : ((الطيور على أشكالها تقع)) أي أنه لكل رجل شريك نظيره كما يقول الرب الإله في كتاب التكوين أول أسفار موسى للعهد القديم : ((وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ)) (تكوين 2: 18).
من خلال اختباري في الحياة وإيماني بكلمة الله تم اختياري لشريكة الحياة رغم التفاوت الثقافي والعلمي الكبيرين بيني وبينها ولا أريد أن أطيل الشرح إلا بأن أذكر أن الحالة النادرة التي عرضتها أعلاه لي الفخر والاعتزاز أن أكون أنا وزوجتي أحد أبطالها.
في المقابل نتساءل: لماذا يقدم الشاب غير المتعلم على الزواج من جامعية؟ هل الحب وحده؟ أم المال؟ أم هناك أسباباً أخرى نجهلها؟ وللإجابة على هذه التساؤلات كان لابد من استطلاع آراء البعض دون ذكر الأسماء نظراً لحساسية الموضوع..
أحد التجار قال: وضعي المادي جيد ولم أفكر يوماً بهذا الموضوع المهم ان أتزوج من فتاة ترضي طموحي ويكون لها حضور جيد في المجتمع.
إرضاء طموح التاجر كان وراء الزواج من فتاة جامعية بينما زواج (دهان) من متعلمة كما يقول: بعد أن تزوج أخوتي وأصبح لديهم أطفال فكرت بالزواج.. ولكن من يرضى أن يتزوج بعامل مثلي.. وأثناء عملي لدى إحدى الأسر تعرفت على ابنتهم ورحب الأهل بي زوجاً لابنتهم الدميمة..
وبين هذا وذاك تعجبت من رأي عامل بناء تزوج من فتاة جامعية حيث كان أكثرهم وعياً قال: لم أستطع ان أحصل على نصيبي من التعليم فلم يشجعني والداي وتركاني أدخل معترك الحياة من خلال العمل الذي ورثته عن والدي.. هذا العمل الذي جعلني أعرف الفرق بين المتعلم والأمي كيف يتحدث؟ وكيف يتصرف؟ أحببت العلم والمتعلمين ولم أرد لأبنائي ان يكونوا مثلي دون علم فكان لابد من ان اتعرف على متعلمة تحبب أولادي بالعلم والشهادة العليا حتى لو كان نصيبهم في الحياة أن يرثوا عملي.
هناك حالات كثيرة وقصص لا تنتهي لهذا الواقع الذي وإن تعددت أسبابه وطرقه وأساليبه يبقى هناك قاسم أعظم يجمع الزوجين وهو الخوف من العنوسة والعيش الوحيد وهذا قد يكون مشكلة اجتماعية كبيرة في مجتمعنا الشرقي لأن الفتاة لا تتحمل أن تجد نفسها عانساً وغير مرغوب بها حتى في حال كونها متعلمة أو جامعية لأن الفتاة الشرقية أهم شيء تفكر فيه بعد الدراسة هو الزواج وتكوين العائلة حتى مع زوج غير متعلم.
- نتيجة أخيرة:
بماذا تنصح شريك او شريكة الحياة في حال كونهما متعلمين أو جامعيين عند اختيارهما الشريك الآخر؟
أود أن أقدم خبرتي في الاختيار، أقول للفتاة : قبل أن تنظري إلى أي صفة أخرى في الشريك المختار، انظري إلى حياته وإيمانه بالله، انظري إلى شخصيته ومحبته واحترامه لأهله وأصدقائه وانظري إلى التزامه بعمله وبعد ذلك انظري إلى تحصيله العلمي وشهاداته فعندئذ يكون حكمك صائباً وعادلاً ونافذاً.
أما الشاب فأقول له : قبل أن تنظر إلى أي صفة أخرى في الشريكة المختارة ، انظر إلى حياتها وإيمانها بالله، انظر إلى شخصيتها ومحبتها واحترامها لأهلها وصديقاتها وانظر إلى التزامها بعملها (في حال عملها) وانظر إلى صفاتها الأخرى من جمال وحضور وغير ذلك .. وبعد ذلك انظر إلى تحصيلها العلمي وشهاداتها فعندئذ يكون حكمك صائباً وعادلاً ونافذاً.
قبل أن أختم القول، لا بد أن أضيف أنه يوجد العديد من المتعلمين والجامعيين الذين يحملون الشهادة فقط للشهادة وهناك من يسمون أميين أو غير متعلمين يجلسون في المنتديات وعندهم خبرات حياتية لا يعرفها المتعلمون.
لا اريد أن أنتقص من قدر المتعلمين وحاملي الشهادات ولكن العلم شيء وثقافة الحياة شيء آخر ومن يستطيع أن يجمع الاثنين معاً فهو الرابح الأكبر.
الرب يباركم حياتكم واختياركم.
منقوووووووول بتصرف
المصدر:
http://www.syriasteps.com/index.php?d=140&id=531
ـ بين الرجل العظيم والمرأة العظيمة .. !
أما أليس فتتحدث بنبرة عصبية قائلة: تخرجت حديثاً من كلية الزراعة، ولكنني حتى الآن لم يفتح قلبي لأي شاب وتتساءل: هل تعرفون لماذا؟ وتجيب متساءلة: أين الرجل الذي يفهم المرأة؟ أين هو ذاك الرجل الذي يحترمها ويقدرها ويراعي شعورها؟ أين هو ذاك الانسان الذي يفتح المجال أمام زوجته كي تُعبّر عن شخصيتها؟ ما زلنا نقبع في عصر سيطرة الرجل، السيطرة الذكورية بكل أنواعها ومفاهيمها..
وتتابع: يقولون وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة.. وأقول أيضاً يجب ان يقال وراء كل امرأة عظيمة رجل عظيم.. فلا المتعلم يتيح للمرأة ان تعبر عن نفسها وكينونتها، وكذلك الحال بالنسبة الى غير المتعلم وعن السؤال هل أقبل بالزواج من شاب غير متعلم؟ أقول: نعم أقبل وبكل سرور وترحاب صدر إذا ما استطاع ان يلبي طموحي واحتياجاتي.
ـ «إذا معك شهادة يعني بتفهمي» .. !
الرجل الذي يحترم المرأة ويقدرّها تبحث عنه أليس فلا تجده، وكذلك الحال بالنسبة الى منال /20/ عاماً التي تقول: بما أنني فتاة أعيش في مجمتع شرقي وأخاف من أن يفوتني القطار أقبل بالزواج من انسان أدنى مني تعليماً، ولكن ليس لدرجة ان يكون أمياً.. لكن أعلم ان بالنهاية ستصبح الحياة تعيسة لأن الرجل سيحاول وبأقصى جهده ان يفعل كل ما يستطيع ليعلمني بأنه ليس أقل مني فهماً أو إدراكاً للحياة فأنا أعلم أناساً هكذا فكانت كلما قالت الزوجة كلمة يقول لها زوجها:
((مفكرة إذا معك شهادة صرتي بتفهمي)) وتضيف: أعرف بأنها ليست حياة زوجية صحيحة.. ولكن ما الحل؟ أخاف من أن استمر بالتفكير بعقلي وبالزواج الأفلاطوني فيفوتني القطار..
ـ الزواج سترة للبنت .. !
وعن المجمتع الشرقي تضيف بسمة قائلة: في مجتمعنا الشرقي يعتقد الجميع بأن الزواج «سترة للبنت» سواء كان أمياً أو متعلماً، لكن أنا شخصياً وبكوني طالبة جامعية /أدب انكليزي/ لا استطيع الارتباط بانسان ليس أمياً
فحسب بل أدنى مني بمستوى التعليم لأنه في كلتا الحالتين ستتحول الحياة الزوجية الى أشبه بجحيم لا يطاق، إما ان تخضع المرأة وتتنازل عن كيانها وإما الطلاق، وبالطبع أحلاهما مر ..
وتضيف: الرجل في مجتمعنا رجل شرقي لا يستطيع بأن يتقبل ان المرأة أعلى منه في المستوى التعليمي فيحاول احباطها بأي شكل ممكن وتتحول الحياة من زوجية مثالية الى حياة جهنمية.. لذلك أنا أنصح جميع الفتيات اللواتي في سن الزواج بأن لا يتسرعن باتخاذ القرار والخوف من أن يفوتهم القطار..
وتناشد الفتيات قائلة: وعليكن بالتفكير بعقولكن وليس بخوفكن فبالنهاية الحياة الزوجية حياة مشتركة بين روحين كما هو متعارف عليه (مين بيكسر راس الثاني)..
في هذه الحالة من الصعب جداً التفاهم بين الطرفين لأن الرجل الشرقي لا يمكنه القبول بزوجة متعلمة لأنها سوف تكون القطب الأقوى بينما هو فسيكون القطب الأضعف.
أعرف زوجاً أمياً بالمعنى الدراسي تزوج من فتاة جامعية كانت في سنتها الثانية فرع رياضيات وبعد زواجهما بفترة قصيرة طلب من زوجته ترك الدراسة والجلوس في البيت. وهي بحكم خضوعها له تركت الدراسة وخسرت حقها في حمل إجازة في العلوم الرياضية.
إن هذا السلوك ليس غريباً في مجتمعنا الشرقي الذكوري الذي لا يريد للمراة أن تكون أكثر علماً وفهماً وتفوقاً لكن نحن هنا نعالج ظاهرة بدأت من فترة طويلة ولا زالت متفشية تفتش عن علاج ناجع.
رغم ذلك، نجد أن الزوجة تريد دائماً لزوجها المكانة العالية والسمعة الطيبة حتى في حال كونه أمياً لأنها تجد أن قوتها وكينونتها وسمعتها هي مستمدة من رجلها ويصح القول فيها ((وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة)) أما الرجل فلا يتحمل أن يجد امرأته أكثر علماً وذكاء منه لأنه يشعر أن ذلك مهانة له وانتقاصاً من ذكوريته لذلك يحاول أن يحد من ثقافتها غير عالم أن زوجته سوف تكون أماً ومربية لأولاده.
- لا يناسبني إلا من يماثلني .. !
ترى دانا أنها درست وتعبت وتخرجت لذا فالشخص المناسب لها أيضاً يجب أن يكون جامعياً أي في مستوى دراستها وثقافتها وتقول: لا أرضى بالزواج من شخص غير متعلم ليس لأنه جاهل أو انه ادنى مني مستوى، ولكن لأنه لن يفهم علي ولن نستطيع التفاهم في حياة زوجية غير متكافئة مهما كنا نحب بعضنا.. فالزواج بناء يبنيه شخصان متكافئان اجتماعياً والأهم فكرياً.. أما الشخص غير المتعلم فلن يتماشى مع مستواي الفكري أو مع طريقة تفكيري وستنشأ عندها المشكلات..
وتتابع: قد يحدث إما انه يحاول احباطي وانزال قدري ربما لشعوره بأنه أقل مني أو بأن الفتاة أحياناً تتحكم بزوجها وتعلو عليه وتشعره بأنها أفضل منه وذلك بشكل دائم، ولم نسمع عن أية حالة وان وجدت فهي نادرة جداً بأن شخصين غير متكافئين فكرياً قد اتفقا واستطاعا ان يعيشا معاً رغم اختلاف مستواهما الفكري..
- حالة نادرة .. !
تزوج رجل بفتاة شبه أمية إذا ما قيست درجة تعليمها بتحصيله العلمي حيث أنه يحمل شهادتين جامعيتين ويتكلم عدة لغات أجنبية، كما عرفتهما ارتبطا بالزواج الكنسي المقدس ورزقا ثلاثة أولاد وهما يقتربان الآن من يوبيلهما الفضي أي الخامس والعشرين وهما يزدادان تالقاً وإشراقاً بعد سنوات طوال من الحب والاحترام المتبادل يجمعهما محبة واحدة لله الذي باركهما بكل بركة سماوية.
ما أريد طرحه هنا: هل المعادلة بين رجل متعلم وامرأة أمية ممكنة التحقيق حين تفشل المعادلة العكسية؟
هل الرجل المتعلم أو الجامعي هو رجل أكثر ذكورية وسيطرة؟ أم أنه أكثر حباً وتفهماً واحتراماً لشريكة حياته؟
إني أؤمن بالمقولة : ((الطيور على أشكالها تقع)) أي أنه لكل رجل شريك نظيره كما يقول الرب الإله في كتاب التكوين أول أسفار موسى للعهد القديم : ((وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ)) (تكوين 2: 18).
من خلال اختباري في الحياة وإيماني بكلمة الله تم اختياري لشريكة الحياة رغم التفاوت الثقافي والعلمي الكبيرين بيني وبينها ولا أريد أن أطيل الشرح إلا بأن أذكر أن الحالة النادرة التي عرضتها أعلاه لي الفخر والاعتزاز أن أكون أنا وزوجتي أحد أبطالها.
في المقابل نتساءل: لماذا يقدم الشاب غير المتعلم على الزواج من جامعية؟ هل الحب وحده؟ أم المال؟ أم هناك أسباباً أخرى نجهلها؟ وللإجابة على هذه التساؤلات كان لابد من استطلاع آراء البعض دون ذكر الأسماء نظراً لحساسية الموضوع..
أحد التجار قال: وضعي المادي جيد ولم أفكر يوماً بهذا الموضوع المهم ان أتزوج من فتاة ترضي طموحي ويكون لها حضور جيد في المجتمع.
إرضاء طموح التاجر كان وراء الزواج من فتاة جامعية بينما زواج (دهان) من متعلمة كما يقول: بعد أن تزوج أخوتي وأصبح لديهم أطفال فكرت بالزواج.. ولكن من يرضى أن يتزوج بعامل مثلي.. وأثناء عملي لدى إحدى الأسر تعرفت على ابنتهم ورحب الأهل بي زوجاً لابنتهم الدميمة..
وبين هذا وذاك تعجبت من رأي عامل بناء تزوج من فتاة جامعية حيث كان أكثرهم وعياً قال: لم أستطع ان أحصل على نصيبي من التعليم فلم يشجعني والداي وتركاني أدخل معترك الحياة من خلال العمل الذي ورثته عن والدي.. هذا العمل الذي جعلني أعرف الفرق بين المتعلم والأمي كيف يتحدث؟ وكيف يتصرف؟ أحببت العلم والمتعلمين ولم أرد لأبنائي ان يكونوا مثلي دون علم فكان لابد من ان اتعرف على متعلمة تحبب أولادي بالعلم والشهادة العليا حتى لو كان نصيبهم في الحياة أن يرثوا عملي.
هناك حالات كثيرة وقصص لا تنتهي لهذا الواقع الذي وإن تعددت أسبابه وطرقه وأساليبه يبقى هناك قاسم أعظم يجمع الزوجين وهو الخوف من العنوسة والعيش الوحيد وهذا قد يكون مشكلة اجتماعية كبيرة في مجتمعنا الشرقي لأن الفتاة لا تتحمل أن تجد نفسها عانساً وغير مرغوب بها حتى في حال كونها متعلمة أو جامعية لأن الفتاة الشرقية أهم شيء تفكر فيه بعد الدراسة هو الزواج وتكوين العائلة حتى مع زوج غير متعلم.
- نتيجة أخيرة:
بماذا تنصح شريك او شريكة الحياة في حال كونهما متعلمين أو جامعيين عند اختيارهما الشريك الآخر؟
أود أن أقدم خبرتي في الاختيار، أقول للفتاة : قبل أن تنظري إلى أي صفة أخرى في الشريك المختار، انظري إلى حياته وإيمانه بالله، انظري إلى شخصيته ومحبته واحترامه لأهله وأصدقائه وانظري إلى التزامه بعمله وبعد ذلك انظري إلى تحصيله العلمي وشهاداته فعندئذ يكون حكمك صائباً وعادلاً ونافذاً.
أما الشاب فأقول له : قبل أن تنظر إلى أي صفة أخرى في الشريكة المختارة ، انظر إلى حياتها وإيمانها بالله، انظر إلى شخصيتها ومحبتها واحترامها لأهلها وصديقاتها وانظر إلى التزامها بعملها (في حال عملها) وانظر إلى صفاتها الأخرى من جمال وحضور وغير ذلك .. وبعد ذلك انظر إلى تحصيلها العلمي وشهاداتها فعندئذ يكون حكمك صائباً وعادلاً ونافذاً.
قبل أن أختم القول، لا بد أن أضيف أنه يوجد العديد من المتعلمين والجامعيين الذين يحملون الشهادة فقط للشهادة وهناك من يسمون أميين أو غير متعلمين يجلسون في المنتديات وعندهم خبرات حياتية لا يعرفها المتعلمون.
لا اريد أن أنتقص من قدر المتعلمين وحاملي الشهادات ولكن العلم شيء وثقافة الحياة شيء آخر ومن يستطيع أن يجمع الاثنين معاً فهو الرابح الأكبر.
الرب يباركم حياتكم واختياركم.
منقوووووووول بتصرف
المصدر:
http://www.syriasteps.com/index.php?d=140&id=531
