الطّبيعة تسجد للخالق
( همسة صارخة إلى إخوتي العلمانيين)
زهير دعيم
تقديم : الأخت حنان سمعان
يحلو لي أن أمتِّع عينيّ بالطّبيعة ، فأفسح المجال لهما أن تغذّيا نفسي وروحي بالألوان تارة والظلال طورًا ، والوشوشات مرات .
الطبيعة خلابة تسلب الألباب ، فالخريف الذي يعتبره البعض كئيبًا ، يعجّ بالجمال ويمور بالحُسن ، فورقة الخريف المهاجرة ، الرّاعشة تثير شجوني ، والرّياح العاصفة تُحرِّك مكامن نفسي ، والزّيتون المبارك يشدّني الى " منقوشة " ساخنة يرقص على صفحتها الصعتر .....مناظر جميلة تؤرِّج الحياة وتعطّرها.
أمّا عن الليل فحدِّث ولا حرَج ...إنه لوحة ولا أجمل ، فوق المدى وفوق الحدود والمعقول ، تكوكب فيه الكواكب وتشعشع النجوم كما رمل البحور والمحيطات ، كلّ في مكانه ، وكلّ له رونقه وجماله وبهاؤه .
فلهذا النجم الذي يغمز من بعيد بريق خَجِلٌ ، ولتلك النجمة السّاهرة عند الأفق الغربيّ بسمة وضيئة ، ولذاك لمعان وهّاج ...أمّا القمر ، فكأني به الرّاعي يتوكأ على عصاه ساهرًا على قطيعه من النُجيمات .
أمّا الشّمس الحارقة صيفًا والخجولة شتاءً؛ فعروس تتجلّى بفستان نورانيّ قُدَّ من اللَّهب ورُصِّع بالجمر.وكذا المطر المنهمر فوق رأسي ، الغاسل خدود الشوارع ووجنات الطّرقات ، فإنه يأخذني من ذاتي بعيدًا ، يأخذني الى القلم والى اللهاث خلف الكلمات والأفكار.
إنّي أعشق العاصفة ، وأموت فيها حُبًّا ، وأعشق الرَّشح يُكحِّل زجاج نوافذ بيتي ، وأنتعش لرائحة التراب الفاتح ثغره للقطرات .
ملايين من المشاهد ، وملايين من اللوحات ترسمها الطبيعة كلّ يوم ، ترسمها أصيلة لا زيْف فيها.ترسمها حقيقيّة ناطقة بألف لغزٍ وألف حقيقة.
ويسرح تفكيري ، كما يسرح دائمًا ، يسرح في هذه الطبيعة وما خلفها ، يسرح في الشمس التي لا تعرف الكسل ولا الخمول والقمر الذي يرعى النجوم منذ الأزل ولا يملّ!!!
مَنْ يا ترى أوجد هذه اللوحات الجميلة ؟!
من ذا الذي كوّنها وصاغها وأبدعها ؟!
وقد يأتيك الجواب من هناك ، من أحبتي العلمانيين ، الذين يسجدون في محراب نفوسهم ، فيقولون : إنها الطبيعة ؛ فهي الخالق وهي المخلوق ، وهي الأزل والأبد والثابت والمُتحوّل .وينسى هؤلاء الأحباء الذين أعزّهم وأقدّرهم – وإن اختلفت وجهات نظرنا - ينسون أنّ هناك مُبدعًا رائعًا ، سرمديًا ، حنونًا ..والأهم أبًا للجميع يُدعى الله ، يكلؤنا ويرعانا ويسهر علينا ، فقد بذل وحيده من اجلنا على الصّليب .
ألا يُمطر علينا هذا الإله خيراته حتى ونحن نُنكره ونتطاول عليه ؟
ألا يرأف بنا ويترأف ونحن نقسو على إخوة لنا ؟
ألا يشرق بشمسه على الأشرار والأبرار في حين نروح نحن نستغل الآخرين ونسلبهم قوتهم وخيرات أرضهم ؟
جميلة هي الطبيعة .
عظيمة هي الطبيعة .
ولكن الأجمل والأعظم هو الذي أوجدها بكلمةٍ وصاغها بكلمة ، وسيذيبها بكلمة.
جميلة هي الطبيعة
عظيمة هي الطبيعة . ولكنها تعرف حجمها وحدودها ومقامها فيقول كتاب الأزل : " السّماء تُحدّث بمجد الله والفَلَك يُخبر يعمل يديه "
وجاء ايضًا في الكتاب الأزلي وفي أمثاله :
أم 30: 4-5 "من صعد الى السماوات و نزل من جمع الريح في حفنتيه من صرَّ المياه في ثوب من ثبَّت جميع أطراف الأرض ما اسمه و ما اسم ابنه ان عرفت
كل كلمة من الله نقية ترس هو للمحتمين به".
أم 8: 26 اذ لم يكن قد صنع الارض بعد و لا البراري و لا أول اعفار المسكونة
أم 8: 27 لما ثبت السماوات كنت هناك انا لما رسم دائرة على وجه الغمر
أم 8: 28 لما اثبت السحب من فوق لما تشددت ينابيع الغمر
أم 8: 29 لما وضع للبحر حده فلا تتعدى المياه تخمه لما رسم أسس الأرض
أم 8: 30 كنت عنده صانعا و كنت كل يوم لذته فرحة دائما قدامه
وأعود وانظر الى الطبيعة ، أتمتّع بجمالها الأخـّاذ وحسنها البديع ، فلا أتمالك نفسي قائلا :
سبحانك ربّي !!
عظيم أنت يا إلهنا،
عظيم في كلّ ما صنعت ،
وعظيم في خلاصك.
الرب يبارك حياتكم
منقووووووول للتأمل الروحي
( همسة صارخة إلى إخوتي العلمانيين)
زهير دعيم
تقديم : الأخت حنان سمعان
يحلو لي أن أمتِّع عينيّ بالطّبيعة ، فأفسح المجال لهما أن تغذّيا نفسي وروحي بالألوان تارة والظلال طورًا ، والوشوشات مرات .
الطبيعة خلابة تسلب الألباب ، فالخريف الذي يعتبره البعض كئيبًا ، يعجّ بالجمال ويمور بالحُسن ، فورقة الخريف المهاجرة ، الرّاعشة تثير شجوني ، والرّياح العاصفة تُحرِّك مكامن نفسي ، والزّيتون المبارك يشدّني الى " منقوشة " ساخنة يرقص على صفحتها الصعتر .....مناظر جميلة تؤرِّج الحياة وتعطّرها.
أمّا عن الليل فحدِّث ولا حرَج ...إنه لوحة ولا أجمل ، فوق المدى وفوق الحدود والمعقول ، تكوكب فيه الكواكب وتشعشع النجوم كما رمل البحور والمحيطات ، كلّ في مكانه ، وكلّ له رونقه وجماله وبهاؤه .
فلهذا النجم الذي يغمز من بعيد بريق خَجِلٌ ، ولتلك النجمة السّاهرة عند الأفق الغربيّ بسمة وضيئة ، ولذاك لمعان وهّاج ...أمّا القمر ، فكأني به الرّاعي يتوكأ على عصاه ساهرًا على قطيعه من النُجيمات .
أمّا الشّمس الحارقة صيفًا والخجولة شتاءً؛ فعروس تتجلّى بفستان نورانيّ قُدَّ من اللَّهب ورُصِّع بالجمر.وكذا المطر المنهمر فوق رأسي ، الغاسل خدود الشوارع ووجنات الطّرقات ، فإنه يأخذني من ذاتي بعيدًا ، يأخذني الى القلم والى اللهاث خلف الكلمات والأفكار.
إنّي أعشق العاصفة ، وأموت فيها حُبًّا ، وأعشق الرَّشح يُكحِّل زجاج نوافذ بيتي ، وأنتعش لرائحة التراب الفاتح ثغره للقطرات .
ملايين من المشاهد ، وملايين من اللوحات ترسمها الطبيعة كلّ يوم ، ترسمها أصيلة لا زيْف فيها.ترسمها حقيقيّة ناطقة بألف لغزٍ وألف حقيقة.
ويسرح تفكيري ، كما يسرح دائمًا ، يسرح في هذه الطبيعة وما خلفها ، يسرح في الشمس التي لا تعرف الكسل ولا الخمول والقمر الذي يرعى النجوم منذ الأزل ولا يملّ!!!
مَنْ يا ترى أوجد هذه اللوحات الجميلة ؟!
من ذا الذي كوّنها وصاغها وأبدعها ؟!
وقد يأتيك الجواب من هناك ، من أحبتي العلمانيين ، الذين يسجدون في محراب نفوسهم ، فيقولون : إنها الطبيعة ؛ فهي الخالق وهي المخلوق ، وهي الأزل والأبد والثابت والمُتحوّل .وينسى هؤلاء الأحباء الذين أعزّهم وأقدّرهم – وإن اختلفت وجهات نظرنا - ينسون أنّ هناك مُبدعًا رائعًا ، سرمديًا ، حنونًا ..والأهم أبًا للجميع يُدعى الله ، يكلؤنا ويرعانا ويسهر علينا ، فقد بذل وحيده من اجلنا على الصّليب .
ألا يُمطر علينا هذا الإله خيراته حتى ونحن نُنكره ونتطاول عليه ؟
ألا يرأف بنا ويترأف ونحن نقسو على إخوة لنا ؟
ألا يشرق بشمسه على الأشرار والأبرار في حين نروح نحن نستغل الآخرين ونسلبهم قوتهم وخيرات أرضهم ؟
جميلة هي الطبيعة .
عظيمة هي الطبيعة .
ولكن الأجمل والأعظم هو الذي أوجدها بكلمةٍ وصاغها بكلمة ، وسيذيبها بكلمة.
جميلة هي الطبيعة
عظيمة هي الطبيعة . ولكنها تعرف حجمها وحدودها ومقامها فيقول كتاب الأزل : " السّماء تُحدّث بمجد الله والفَلَك يُخبر يعمل يديه "
وجاء ايضًا في الكتاب الأزلي وفي أمثاله :
أم 30: 4-5 "من صعد الى السماوات و نزل من جمع الريح في حفنتيه من صرَّ المياه في ثوب من ثبَّت جميع أطراف الأرض ما اسمه و ما اسم ابنه ان عرفت
كل كلمة من الله نقية ترس هو للمحتمين به".
أم 8: 26 اذ لم يكن قد صنع الارض بعد و لا البراري و لا أول اعفار المسكونة
أم 8: 27 لما ثبت السماوات كنت هناك انا لما رسم دائرة على وجه الغمر
أم 8: 28 لما اثبت السحب من فوق لما تشددت ينابيع الغمر
أم 8: 29 لما وضع للبحر حده فلا تتعدى المياه تخمه لما رسم أسس الأرض
أم 8: 30 كنت عنده صانعا و كنت كل يوم لذته فرحة دائما قدامه
وأعود وانظر الى الطبيعة ، أتمتّع بجمالها الأخـّاذ وحسنها البديع ، فلا أتمالك نفسي قائلا :
سبحانك ربّي !!
عظيم أنت يا إلهنا،
عظيم في كلّ ما صنعت ،
وعظيم في خلاصك.
الرب يبارك حياتكم
منقووووووول للتأمل الروحي