هيروشيما هي مدينة في اليابان، تقع في جزيرة هونشو اليابانية، وتشرف على خليج هيروشيما، ويبلغ عدد سكانها حوالي 1,2 مليون نسمة.
ولقد اشتهرت بأنها كانت أول مدينة في العالم تُلقى عليها قنبلة ذرية؛ حيث قامت القوات الأمريكية، أثناء الحرب العالمية الثانية، بإلقاء قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين، في 6و9 أغسطس 1945م على التوالي؛ فقُتل أكثر من 120 ألف شخص، من جحيم ما سبَّبته القنبلة النووية، وقُتلت أعداد أكثر، فيما بعد، نتيجة التأثيرات الإشعاعية للقنبلة النووية. وكان 95% من الضحايا من المدنيين. ولقد ألقى الطيار “بول تيبتس Paul Tibbets” الذي كان يقود طائرة من نوع B-29 قنبلة أُطلق عليها اسم “الولد الصغير” على هيروشيما، بينما ألقى الطيار “تشارلس سوييني Charles Sweeney” الذي كان يقود طائرة من نوع بوكسكار Bockscar قنبلة أُطلق عليها اسم “الولد السمين” على مدينة ناجازاكي.
وحسب المصادر الأمريكية، فإن الطيارين، لم يعلما بأنهما يحملان قنابل نووية. ولكن رغم ذلك أصيب الطياران باكتئاب شديد لما حدث، وكانا هدفًا لكراهية الملايين في العالم وليس في اليابان فقط. ومن الملايين التي كانت تمتلئ بالكراهية للطيارين كان الياباني “كيكو تانيموتو Kiyoko Tanimoto” الذي امتلأ قلبه بالكراهية تجاه الطيار بول تيبتس الذي ألقى القنبلة على هيروشيما، حيث قال في مذكراته: “نعم أكرهه. فلن أنسى أنني دُفنت حيًّا تحت حطام بيتي بفعل القنبلة والتي سببت أرهب النيران. كانت ألسنة النيران المرتفعة لعنان السماء تقترب رويدًا رويدًا إلينا، وكان عمال الإنقاذ في سباق مع الزمن يحاولون إنقاذنا. وكنت أسمعهم، حينما كانت النيران تقترب إلينا، يقولون بعضهم لبعض: أسرعوا أسرعوا الأمل يتزايد لإنقاذ أكبر عدد. وبأعجوبة وصلوا إلينا وأنقذوني أنا وأمي من جحيم النيران التي التهمت كل شيء في المكان، بعد إنقاذنا مباشرة. وما رأيته من النيران والقتلى وآثار القنبلة من تشوهات على وجوه الناس جعلني باستمرار أصرخ وأنا أتذكر الطيار الذي رمى القنبلة على بلدتي: أكرهه أكرهه!”
يستمر كيكو تانيموتو في مذكراته ويقول: “بعد عدة سنوات، كنت في زيارة للولايات المتحدة الأمريكية، وفي أحد الاجتماعات وقف الطيار بول تيبتس ليتحدث، وكان قلبي يمتلئ تجاهه بالمرارة الشديدة والكراهية الدفينة التي تبلغ درجاتها أعلى من درجات دمار القنبلة النووية التي ألقاها علينا في هيروشيما. وكان مطلوب منه أن يتحدث عن اختباره يوم ألقى القنبلة على مدينتنا. وسمعته يقول: يا إلهي ماذا فعلت أنا؟ ولكنه لم يستطع أن يتكلم من هول صرخاته وأحزانه والدموع التي كانت تجري من عينيه وتخنق صوته. وعندها تحقّقت أن كراهيتي له كانت خطأً فادحًا وقعت فيه؛ فهذا الرجل لا ذنب له في ما حدث، إلا أنه أطاع الأوامر العسكرية، ولم يكن يعلم النتائج الرهيبة التي ستسببها القنبلة. وعندها أدركت أن بُغضتي له كانت سبب مرارتي وعدم تمتعي بالأفراح الحقيقية طوال هذه السنين. وعندها صرخت من أعماقي: يا إلهي سامحني على بُغضتي له، تحكم أنت يا ربي في أفكاري. وفي الحال تذكّرت ما عرفته عن الرب يسوع المسيح، وكيف مات عن خطيتي، وكيف صرخ على الصليب قائلاً: «يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» (لوقا23: 34). وعندها صرخت قائلاً: يا إلهي اغفر له، واغفر لي أنا أيضًا. فتغيرت حياتي تمامًا من يومها، والآن أعيش كمسيحي حقيقي لأساعد الآخرين كي يتعلموا الغفران، وأن يحبوا الجميع إلى اليوم الذي سنكون فيه معًا في السماء”.
عزيزي القارئ عزيزتي القارئة: «يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» كانت أول عبارة من العبارات السبع التي قالها الرب يسوع على الصليب. ولنا دروس عظيمة في هذه العبارة:
- تحقيق النبوة: «وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ» (إشعياء53: 12).
- نصرة المحبة: «اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا» (1كورنثوس13: 8 ).غفر لقاتليه، عكس
شمشون الذي مات ليقتل أعداءه (قضاة16: 30).
- ولقد تعلم القديس استفانوس من الرب: «فَكَانُوا يَرْجُمُونَ اسْتِفَانُوسَ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ: أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ اقْبَلْ رُوحِي. ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: يَارَبُّ لاَ تُقِمْ لَهُمْ هَذِهِ الْخَطِيَّةَ. وَإِذْ قَالَ هَذَا رَقَدَ» (أعمال7: 59، 60).
- عَمِلَ وعَلَّم: «وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ» (متى5: 44؛ 23: 3؛ أعمال1: 1).
- اعتبر صلبه سهوًا: لأنه لا تُقدَّم ذبائح عن الخطايا العمد في العهد القديم (لاويين5: 15؛ عدد15: 22؛ مزمور19: 12).
- فتح لهم مدينة الملجإ: للقاتل نفس سهو وليس عمد (عدد35: 6؛ يشوع20؛ تثنية19: 4-13).
- شناعة ما يعملون: «فَكَمْ عِقَاباً أَشَرَّ تَظُنُّونَ أَنَّهُ يُحْسَبُ مُسْتَحِقّاً مَنْ دَاسَ ابْنَ اللهِ، وَحَسِبَ دَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قُدِّسَ بِهِ دَنِساً، وَازْدَرَى بِرُوحِ النِّعْمَةِ؟» (عبرانيين10: 29).
- الغفران هو الاحتياج: وَقَالَ لَهُمْ: «هَكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ» (لوقا24: 46 ،47؛ أعمال13: 38، 39؛ أفسس1: 7؛ كولوسي1: 14؛ رومية4: 7).
- إن الغفران عطية إلهية من الله لأولاده وكما تعلمنا في الصلاة الربانية قائلين: "أغفر لنا ذنوبنا وخطايانا كما نحن نغفر أيضاً لمن أخطأ وأساء إلينا".
- علينا أن نغفر من كل قلوبنا كما غفر الله لنا في المسيح. "كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضاً في المسيح" (أفسس 4: 32).
صلاة: يا من غفرت لقاتليك الأشرار.. مع ما عملوه بك من عار ومرار.. ساعدني اتبعك في نفس المسار.. لأغفر لمن يسيء إلى باستمرار.. آمين.
منقووووووووول ...
الدكتور زكريا استاورو
ولقد اشتهرت بأنها كانت أول مدينة في العالم تُلقى عليها قنبلة ذرية؛ حيث قامت القوات الأمريكية، أثناء الحرب العالمية الثانية، بإلقاء قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين، في 6و9 أغسطس 1945م على التوالي؛ فقُتل أكثر من 120 ألف شخص، من جحيم ما سبَّبته القنبلة النووية، وقُتلت أعداد أكثر، فيما بعد، نتيجة التأثيرات الإشعاعية للقنبلة النووية. وكان 95% من الضحايا من المدنيين. ولقد ألقى الطيار “بول تيبتس Paul Tibbets” الذي كان يقود طائرة من نوع B-29 قنبلة أُطلق عليها اسم “الولد الصغير” على هيروشيما، بينما ألقى الطيار “تشارلس سوييني Charles Sweeney” الذي كان يقود طائرة من نوع بوكسكار Bockscar قنبلة أُطلق عليها اسم “الولد السمين” على مدينة ناجازاكي.
وحسب المصادر الأمريكية، فإن الطيارين، لم يعلما بأنهما يحملان قنابل نووية. ولكن رغم ذلك أصيب الطياران باكتئاب شديد لما حدث، وكانا هدفًا لكراهية الملايين في العالم وليس في اليابان فقط. ومن الملايين التي كانت تمتلئ بالكراهية للطيارين كان الياباني “كيكو تانيموتو Kiyoko Tanimoto” الذي امتلأ قلبه بالكراهية تجاه الطيار بول تيبتس الذي ألقى القنبلة على هيروشيما، حيث قال في مذكراته: “نعم أكرهه. فلن أنسى أنني دُفنت حيًّا تحت حطام بيتي بفعل القنبلة والتي سببت أرهب النيران. كانت ألسنة النيران المرتفعة لعنان السماء تقترب رويدًا رويدًا إلينا، وكان عمال الإنقاذ في سباق مع الزمن يحاولون إنقاذنا. وكنت أسمعهم، حينما كانت النيران تقترب إلينا، يقولون بعضهم لبعض: أسرعوا أسرعوا الأمل يتزايد لإنقاذ أكبر عدد. وبأعجوبة وصلوا إلينا وأنقذوني أنا وأمي من جحيم النيران التي التهمت كل شيء في المكان، بعد إنقاذنا مباشرة. وما رأيته من النيران والقتلى وآثار القنبلة من تشوهات على وجوه الناس جعلني باستمرار أصرخ وأنا أتذكر الطيار الذي رمى القنبلة على بلدتي: أكرهه أكرهه!”
يستمر كيكو تانيموتو في مذكراته ويقول: “بعد عدة سنوات، كنت في زيارة للولايات المتحدة الأمريكية، وفي أحد الاجتماعات وقف الطيار بول تيبتس ليتحدث، وكان قلبي يمتلئ تجاهه بالمرارة الشديدة والكراهية الدفينة التي تبلغ درجاتها أعلى من درجات دمار القنبلة النووية التي ألقاها علينا في هيروشيما. وكان مطلوب منه أن يتحدث عن اختباره يوم ألقى القنبلة على مدينتنا. وسمعته يقول: يا إلهي ماذا فعلت أنا؟ ولكنه لم يستطع أن يتكلم من هول صرخاته وأحزانه والدموع التي كانت تجري من عينيه وتخنق صوته. وعندها تحقّقت أن كراهيتي له كانت خطأً فادحًا وقعت فيه؛ فهذا الرجل لا ذنب له في ما حدث، إلا أنه أطاع الأوامر العسكرية، ولم يكن يعلم النتائج الرهيبة التي ستسببها القنبلة. وعندها أدركت أن بُغضتي له كانت سبب مرارتي وعدم تمتعي بالأفراح الحقيقية طوال هذه السنين. وعندها صرخت من أعماقي: يا إلهي سامحني على بُغضتي له، تحكم أنت يا ربي في أفكاري. وفي الحال تذكّرت ما عرفته عن الرب يسوع المسيح، وكيف مات عن خطيتي، وكيف صرخ على الصليب قائلاً: «يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» (لوقا23: 34). وعندها صرخت قائلاً: يا إلهي اغفر له، واغفر لي أنا أيضًا. فتغيرت حياتي تمامًا من يومها، والآن أعيش كمسيحي حقيقي لأساعد الآخرين كي يتعلموا الغفران، وأن يحبوا الجميع إلى اليوم الذي سنكون فيه معًا في السماء”.
عزيزي القارئ عزيزتي القارئة: «يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» كانت أول عبارة من العبارات السبع التي قالها الرب يسوع على الصليب. ولنا دروس عظيمة في هذه العبارة:
- تحقيق النبوة: «وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ» (إشعياء53: 12).
- نصرة المحبة: «اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا» (1كورنثوس13: 8 ).غفر لقاتليه، عكس
شمشون الذي مات ليقتل أعداءه (قضاة16: 30).
- ولقد تعلم القديس استفانوس من الرب: «فَكَانُوا يَرْجُمُونَ اسْتِفَانُوسَ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ: أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ اقْبَلْ رُوحِي. ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: يَارَبُّ لاَ تُقِمْ لَهُمْ هَذِهِ الْخَطِيَّةَ. وَإِذْ قَالَ هَذَا رَقَدَ» (أعمال7: 59، 60).
- عَمِلَ وعَلَّم: «وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ» (متى5: 44؛ 23: 3؛ أعمال1: 1).
- اعتبر صلبه سهوًا: لأنه لا تُقدَّم ذبائح عن الخطايا العمد في العهد القديم (لاويين5: 15؛ عدد15: 22؛ مزمور19: 12).
- فتح لهم مدينة الملجإ: للقاتل نفس سهو وليس عمد (عدد35: 6؛ يشوع20؛ تثنية19: 4-13).
- شناعة ما يعملون: «فَكَمْ عِقَاباً أَشَرَّ تَظُنُّونَ أَنَّهُ يُحْسَبُ مُسْتَحِقّاً مَنْ دَاسَ ابْنَ اللهِ، وَحَسِبَ دَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قُدِّسَ بِهِ دَنِساً، وَازْدَرَى بِرُوحِ النِّعْمَةِ؟» (عبرانيين10: 29).
- الغفران هو الاحتياج: وَقَالَ لَهُمْ: «هَكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ» (لوقا24: 46 ،47؛ أعمال13: 38، 39؛ أفسس1: 7؛ كولوسي1: 14؛ رومية4: 7).
- إن الغفران عطية إلهية من الله لأولاده وكما تعلمنا في الصلاة الربانية قائلين: "أغفر لنا ذنوبنا وخطايانا كما نحن نغفر أيضاً لمن أخطأ وأساء إلينا".
- علينا أن نغفر من كل قلوبنا كما غفر الله لنا في المسيح. "كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضاً في المسيح" (أفسس 4: 32).
صلاة: يا من غفرت لقاتليك الأشرار.. مع ما عملوه بك من عار ومرار.. ساعدني اتبعك في نفس المسار.. لأغفر لمن يسيء إلى باستمرار.. آمين.
منقووووووووول ...
الدكتور زكريا استاورو