الرب يسوع المسيح هو موضوع الكتاب المقدس كله، بعهديه القديـم والجديد، «فإن شهـادة يسوع هي روح النبـوة» (رؤيا19:10)؛ لذلك نجد صورًا رائعة في العهد القديم تشير إلى ربِّنا يسوع المسيح؛ سواء في عظمة شخصه، أو في عظمة عمله الكفاري على الصليب، أو في ارتباطه بالكنيسة. وهذه الصور الرائعة نجدها في حياة بعض الأتقياء الذين عاشوا في العهد القديم، أو في أشياء حدثت مع شعب الله. وهذا يشجعنا لكي ندرس كلاً من العهدين، القديم والجديد، معًا؛ فنكتشف عظمة كلمة الله التي بين أيدينا، وعظمة وجمال الشخص الذي أحبنا؛ فنسجد له بخشوع ونحيا لأجله كل أيام.
آدم صورة للمسيح
وهذا ما يوضحه الرسول بولس في رومية5: 14 أن «آدم هو مثال الآتي»، والآتي هو اسم من أسماء المسيح. لذلك سنجد بعض المشابهات بين آدم والمسيح له المجد.
(1) سُر الله بآدم يوم أن خلقه؛ صورة لسرور الآب بالمسيح كالإنسان الكامل عندما كان هنا على الأرض. عندما خلق الله الخليقة والكائنات الحية، سواء النبات أو الزحافات أو الطيور، رأى أن ذلك حسن. ولكن عندما خلق آدم في اليوم السادس، رأى أن كل ما عمله فإذا هو «حسن جدًا»؛ لأن لذاته مع بني آدم. وفي هذا صورة لحياة ربنا يسوع كالإنسان الكامل على الأرض، حيث أنه الوحيد الذي عاش حياة القداسة والكمال والبر والطهارة، في وسط عالم فاسد وشرير، وهو الوحيد الذي أدخل السرور لقلب الآب، والذي شهد عنه أكثر من مرة «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت» (متى3: 17).
(2) آدم نام؛ صورة للمسيح الذي مات. عندما كان آدم وحيًدا في الجنة، قال الرب الإله: «ليس جيدًا أن يكون آدم وحده فأصنع لـه معينًا نظيره» (تكوين2: 18 ). ولكي تتكوَّن المرأة، أوقع الرب الإله سُباتًا على آدم فنام. فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحمًا. وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة. والسُبات الذي وقع على آدم جعله ينام، صورة لموت المسيح على الصليب، وذلك لكي تتكون الكنيسة التي هي عروسه. والنوم هو أقرب صورة للموت في عالم لم يكن قد دخله الموت بعد. مع الفارق أن آدم الأول عندما نام وأخذ الرب ضلعه منه كان في غير وعي ولم يشعر بأي ألم، لكن ربنا يسوع المسيح وهو على الصليب كان يشعر ويحس بكل الآلام ولا سيما الآلام الكفارية التي كانت من الله كالديان العادل.
(3) آدم عريس لحواء؛ صورة للمسيح عريس الكنيسة. تكوَّنت المرأة من ضلعة من أضلاع آدم، وبعد أن بناها الرب الإله أحضرها إلى آدم كعروس. وهي صورة للكنيسة، عروس المسيح، التي تكوّنت منه؛ فهي لحم من لحمه وعظم من عظامه، وسيحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب (أفسس5: 25-30). وإن كنا الآن في فترة الخطبة للمسيح (2كورنثوس11: 2)، لكن قريبًا جدًا سيأتي ربنا يسوع من السماء لأخذنا إليه، وفي بيت الآب يتمِّم زفافنا إليه ويتم عرس الخروف (رؤيا19:1-9).
ومن كلمة الله نعلم أن الكنيسة - عروس المسيح - تكوَّنت بعد أن مات المسيح وقام وصعد إلى السماء وأرسل الروح القدس يوم الخمسين. والشيء اللافت للنظر أن هذه العَظْمة لم تؤخذ من رأس آدم ولا من رجليه، بل من جنبه. لم تؤخذ من رأسه حتى لا تتعالى عليه، ولم تؤخذ من رجليه حتى لا يحتقرها، بل أُخذت من جنبه حيث القلب والمشاعر والمحبة والعواطف. إنه شيء عظيم أن نعرف أننا كمؤمنين عروس المسيح المحبوبة على قلبه، فهو الذي أحبنا وبذل نفسه لأجلنا على الصليب وما زال يحبنا ويغمرنا بحنانه وعواطفه الرقيقة. فدعونا نرتمي في حضنه ونستمتع بدفء محبته ورقة مشاعره وحنان قلبه.
(4) أعطى آدم زوجته ذات اسمه؛ صورة للمسيح الذي أعطانا اسمه. قال آدم: «هذه تُدعى امرأة لأنها من امرءٍ أخُذت»، فالرجل هو “امرء” وهي “امرأة”؛ وفي هذا صورة للمسيح الذي شرَّفنا أن نحمل اسمه علينا كمسيحيين، فبعد أن تأسست الكنيسة يوم الخمسين وبدأت الكلمة تنتشر، يسجِّل الوحي هذا التعبير الرائع «ودُعي التلاميذ مسيحيين» (أعمال11: 26)، وذلك لأنهم مثل المسيح في تصرفاتهم. ونقرأ أيضًا عن «الاسم الحسن الذي دُعي علينا» (يعقوب2: 7). لذلك يحفظنا الرب ليكون سلوكنا ممجِّدًا لاسم المسيح ولا نتصرف تصرفًا سيئًا يجلب الإهانة لاسمه الكريم.
(5) آدم هو رأس الخليقة الأولى؛ صورة للمسيح رأس الخليقة الجديدة. سلَّط الله آدم على الخليقة الأولى إذ قال: «فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم... أخضعوها وتسلطوا» (تكوين1: 26-28 ). فآدم؛ لأنه رأس الخليقة الأولى، أحضر لـه الرب الإله كل حيوانات البرية وكل طيور السماء ليرى ماذا يدعوها «فدعى آدم باسماء جميع البهائم» (تكوين2: 19-22). وفي هذا صورة للمسيح رأس الخليقة الجديدة الذي لـه السلطان والسيادة. فالمسيح - لـه المجد - أعطى أسماءً لبعض الذين تبعوه، فسمّى سمعان “بطرس”، ويعقوب ويوحنا “بوانرجس” أي “ابني الرعد”. ولقد قال بعد قيامته لتلاميذه: «دفع إليَّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض» (متى 28: 18 ). والله الآب أخضع كل شيء تحت قدمي المسيح (1كورنثوس 15: 27). وإن كنا الآن بالإيمان نرى المسيح مكلَّلاً بالمجد والكرامة، لكن عن قريب جدًا سيظهر بالمجد والقوة ليدين الأحياء ثم يملك على كل الأرض ويجلس على عرشه (رؤيا3: 21).
ومن اللافت للنظر أن آدم خُلق في اليوم السادس - يوم الجمعة - وصار رأسًا للخليقة الأولى، صورة للمسيح الذي صُلب ومات أيضًا في اليوم السادس - يوم الجمعة - وصار بعد ذلك رأسًا لخليقة جديدة بعد فشل وسقوط الخليقة الأولى.
كما سقط آدم الأول في جنة عدن نجد آدم الأخير الرب يسوع المسيح قد مات على الصليب بدون أية خطية "البار من أجل الأثمة" لكي يفدينا ويعيدنا إلى بيت الآب وكأننا لم نفعل خطية "الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" (روميه 5: 8 ).
أخي.. أختي، ليتنا نسجد لربنا يسوع المسيح ونحبه كثيرًا ونتأمل في كلمة الله باستمرار، باحثين عن المسيح في كل أصحاح بل في كل آية، فنجده موضوع الكتاب المقدس كله. فنشبع به ونعيش له كل أيام حياتنا لأنه عريسنا المبارك ورأسنا المجيد.
منقووووووووووول
مجلة نحو الهدف ...
آدم صورة للمسيح
وهذا ما يوضحه الرسول بولس في رومية5: 14 أن «آدم هو مثال الآتي»، والآتي هو اسم من أسماء المسيح. لذلك سنجد بعض المشابهات بين آدم والمسيح له المجد.
(1) سُر الله بآدم يوم أن خلقه؛ صورة لسرور الآب بالمسيح كالإنسان الكامل عندما كان هنا على الأرض. عندما خلق الله الخليقة والكائنات الحية، سواء النبات أو الزحافات أو الطيور، رأى أن ذلك حسن. ولكن عندما خلق آدم في اليوم السادس، رأى أن كل ما عمله فإذا هو «حسن جدًا»؛ لأن لذاته مع بني آدم. وفي هذا صورة لحياة ربنا يسوع كالإنسان الكامل على الأرض، حيث أنه الوحيد الذي عاش حياة القداسة والكمال والبر والطهارة، في وسط عالم فاسد وشرير، وهو الوحيد الذي أدخل السرور لقلب الآب، والذي شهد عنه أكثر من مرة «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت» (متى3: 17).
(2) آدم نام؛ صورة للمسيح الذي مات. عندما كان آدم وحيًدا في الجنة، قال الرب الإله: «ليس جيدًا أن يكون آدم وحده فأصنع لـه معينًا نظيره» (تكوين2: 18 ). ولكي تتكوَّن المرأة، أوقع الرب الإله سُباتًا على آدم فنام. فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحمًا. وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة. والسُبات الذي وقع على آدم جعله ينام، صورة لموت المسيح على الصليب، وذلك لكي تتكون الكنيسة التي هي عروسه. والنوم هو أقرب صورة للموت في عالم لم يكن قد دخله الموت بعد. مع الفارق أن آدم الأول عندما نام وأخذ الرب ضلعه منه كان في غير وعي ولم يشعر بأي ألم، لكن ربنا يسوع المسيح وهو على الصليب كان يشعر ويحس بكل الآلام ولا سيما الآلام الكفارية التي كانت من الله كالديان العادل.
(3) آدم عريس لحواء؛ صورة للمسيح عريس الكنيسة. تكوَّنت المرأة من ضلعة من أضلاع آدم، وبعد أن بناها الرب الإله أحضرها إلى آدم كعروس. وهي صورة للكنيسة، عروس المسيح، التي تكوّنت منه؛ فهي لحم من لحمه وعظم من عظامه، وسيحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب (أفسس5: 25-30). وإن كنا الآن في فترة الخطبة للمسيح (2كورنثوس11: 2)، لكن قريبًا جدًا سيأتي ربنا يسوع من السماء لأخذنا إليه، وفي بيت الآب يتمِّم زفافنا إليه ويتم عرس الخروف (رؤيا19:1-9).
ومن كلمة الله نعلم أن الكنيسة - عروس المسيح - تكوَّنت بعد أن مات المسيح وقام وصعد إلى السماء وأرسل الروح القدس يوم الخمسين. والشيء اللافت للنظر أن هذه العَظْمة لم تؤخذ من رأس آدم ولا من رجليه، بل من جنبه. لم تؤخذ من رأسه حتى لا تتعالى عليه، ولم تؤخذ من رجليه حتى لا يحتقرها، بل أُخذت من جنبه حيث القلب والمشاعر والمحبة والعواطف. إنه شيء عظيم أن نعرف أننا كمؤمنين عروس المسيح المحبوبة على قلبه، فهو الذي أحبنا وبذل نفسه لأجلنا على الصليب وما زال يحبنا ويغمرنا بحنانه وعواطفه الرقيقة. فدعونا نرتمي في حضنه ونستمتع بدفء محبته ورقة مشاعره وحنان قلبه.
(4) أعطى آدم زوجته ذات اسمه؛ صورة للمسيح الذي أعطانا اسمه. قال آدم: «هذه تُدعى امرأة لأنها من امرءٍ أخُذت»، فالرجل هو “امرء” وهي “امرأة”؛ وفي هذا صورة للمسيح الذي شرَّفنا أن نحمل اسمه علينا كمسيحيين، فبعد أن تأسست الكنيسة يوم الخمسين وبدأت الكلمة تنتشر، يسجِّل الوحي هذا التعبير الرائع «ودُعي التلاميذ مسيحيين» (أعمال11: 26)، وذلك لأنهم مثل المسيح في تصرفاتهم. ونقرأ أيضًا عن «الاسم الحسن الذي دُعي علينا» (يعقوب2: 7). لذلك يحفظنا الرب ليكون سلوكنا ممجِّدًا لاسم المسيح ولا نتصرف تصرفًا سيئًا يجلب الإهانة لاسمه الكريم.
(5) آدم هو رأس الخليقة الأولى؛ صورة للمسيح رأس الخليقة الجديدة. سلَّط الله آدم على الخليقة الأولى إذ قال: «فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم... أخضعوها وتسلطوا» (تكوين1: 26-28 ). فآدم؛ لأنه رأس الخليقة الأولى، أحضر لـه الرب الإله كل حيوانات البرية وكل طيور السماء ليرى ماذا يدعوها «فدعى آدم باسماء جميع البهائم» (تكوين2: 19-22). وفي هذا صورة للمسيح رأس الخليقة الجديدة الذي لـه السلطان والسيادة. فالمسيح - لـه المجد - أعطى أسماءً لبعض الذين تبعوه، فسمّى سمعان “بطرس”، ويعقوب ويوحنا “بوانرجس” أي “ابني الرعد”. ولقد قال بعد قيامته لتلاميذه: «دفع إليَّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض» (متى 28: 18 ). والله الآب أخضع كل شيء تحت قدمي المسيح (1كورنثوس 15: 27). وإن كنا الآن بالإيمان نرى المسيح مكلَّلاً بالمجد والكرامة، لكن عن قريب جدًا سيظهر بالمجد والقوة ليدين الأحياء ثم يملك على كل الأرض ويجلس على عرشه (رؤيا3: 21).
ومن اللافت للنظر أن آدم خُلق في اليوم السادس - يوم الجمعة - وصار رأسًا للخليقة الأولى، صورة للمسيح الذي صُلب ومات أيضًا في اليوم السادس - يوم الجمعة - وصار بعد ذلك رأسًا لخليقة جديدة بعد فشل وسقوط الخليقة الأولى.
كما سقط آدم الأول في جنة عدن نجد آدم الأخير الرب يسوع المسيح قد مات على الصليب بدون أية خطية "البار من أجل الأثمة" لكي يفدينا ويعيدنا إلى بيت الآب وكأننا لم نفعل خطية "الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" (روميه 5: 8 ).
أخي.. أختي، ليتنا نسجد لربنا يسوع المسيح ونحبه كثيرًا ونتأمل في كلمة الله باستمرار، باحثين عن المسيح في كل أصحاح بل في كل آية، فنجده موضوع الكتاب المقدس كله. فنشبع به ونعيش له كل أيام حياتنا لأنه عريسنا المبارك ورأسنا المجيد.
منقووووووووووول
مجلة نحو الهدف ...