1- مــقدمـــة :
من الأهداف الأساسية الخمسة لكنيسة المسيح هي البشارة بالملكوت فالرب قبل صعوده إلى السماء أوصى التلاميذ بأن يبشروا بملكوت الله حيثما ذهبوا ونجد ذلك واضحاً في البشائر الأربعة:
متى 28: 18-19
"فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ."
تحوي هذه المأموريّة ثلاث توصيات:
1- "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم" وهذا لا يفترض أنّ العالم كلّه سيرجع للربّ. لكن من خلال كرازة التلاميذ بالإنجيل سيتعلّم الآخرون عن المخلّص وسيصمّم بعضهم على اتّباعه، من كل أمّة وقبيلة وشعب ولسان.
2- "وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" وضع المسيح على عاتق رسله مسؤوليّة التعليم عن المعمودية والتوصية بإطاعة أمرها. فبمعمودية المؤمن، يعلن المسيحيّ جهرًا اتّحاده الشخصيّ بالله المثلّث الأقانيم. وهكذا يعترف بأنّ الله أبوه، وأنّ المسيح يسوع هو ربّه ومخلّصه، وأنّ الروح القدس يسكن فيه ويقوّيه ويعلّمه
3- "وعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" تتخطّى المأموريّة هذه حدود خدمة التبشير، فيجب ألاّ نكتفي بمجرّد هداية الناس للمسيح ثمّ تركهم يصارعون لوحدهم، لكن يجب علينا أن نعلّمهم أن يحفظوا وصايا المخلّص كما يعلنها العهد الجديد. فأساس التلمذة هو أن يصبح التلميذ مشابهًا لمعلّمه" ويتحقّق ذلك بالتعليم النظامي لكلمة الله والخضوع لها.
4- "وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ آمِينَ عندئذٍ أضاف الربّ وعدًا يؤكّد حضوره المستمرّ مع تلاميذه حتى انقضاء الدهر.
وبعد نحو عشرين قرنًا من الزمان ما تزال كلماته تلك تحمل الوقع ذاته وتشير إلى الحاجة ذاتها داعيةً إلى التطبيق عينه. فالمهمّة لم تكتمل بعد. وماذا ترانا نفعل لتحقيق وصيّته هذه الأخيرة؟
مرقس 16: 15-16
"وَقَالَ لَهُمُ:«اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ."
لوقا 24: 46-48
"وَقَالَ لَهُمْ:«هكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ، وَهكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ، مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ. وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذلِكَ."
يوحنا 20: 31
"وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ".
2- خطة الله لخلاص البشر: (اع 9: 1-22)
كانت عند الرب خطط رائعة لشاول إذ قال لحنانيا: "هذا لي إناء مختار ليحمل اسمي أمام أممٍ وملوكٍ وبني إسرائيل. لأني سأريه كم ينبغي أن يتألم من أجل اسمي". في المقام الأول كُلف شاول أن يكون رسولاً للأمم، وهذا سيُوقفه أمام ملوك ولكنه أيضًا سيكرز لليهود، وعندئذ سيختبر أعنف الاضطهادات.
في صورة مؤثِّرة للحب المسيحي، عبَّرَ حنانيا عن كمال الشركة مع شاول الذي تحول إلى المسيحية حديثًا بأن وضع عليه يديه، وناداه «أيها الأخ شاول» ثمّ شرح له غرض زيارته، وهو أن يُبصر ويمتلئ من الروح القدس. ويجب أن نلاحظ هنا أن الروح القدس قد أُعطي لشاول بوضع يَدَي تلميذٍ بسيط، فحنانيا كان رجلاً علمانيًّا كما يدعوه المفسّرون. وكون الرب يستخدم رجلاً ليس من الرسل، ينبغي أن يوبِّخ الذين يقصرون حق ممارسة الأمور الروحية على ”الكهنة“ أو ”الاكليريكيين“.
عندما يهتدي شخص اهتداءً حقيقيًّا إلى المسيح، فإن أمورًا معيَّنة تحدث غالبًا. فهناك علامات معينة تبين حقيقة هذا التحول. وهذا كان حقيقيًا بالنسبة لشاول الطرسرسي. فما هي هذه العلامات؟
وضع فرنسيس ديكسون Dixon Francis قائمة ببعض هذه العلامات:
1.تقابل مع الرب وسمع صوته (ع4 - 6)، ورآه، وهذا فقط هو الذي استطاع أن يقنعه بأن يصير مسيحيًا وأن يجعله متضعًا.
2.امتلأ بالأشواق لطاعة الرب ولفعل مشيئته (ع 6 )
3.بدأ يصلي (ع11)
4.اعتمد (ع 18 )
5.ارتبط بشركة مع المؤمنين (ع 19)
6.بدأ يشهد للمسيح بقوّة "وَلِلْوَقْتِ جَعَلَ يَكْرِزُ فِي الْمَجَامِعِ بِالْمَسِيحِ أَنْ هذَا هُوَ ابْنُ اللهِ" (أع 9: 20)
7.نما في النعمة (ع 22)
3- خدمة العلمانيين (كهنوت كل المؤمنين):
من أهم الدروس التي نستطيع أن نتعلمها من سفر الأعمال هو أن المسيحية حركة علمانية، وأن الشهادة والخدمة لم تقتصرا على طبقة خاصة، مثل الكهنة ورجال الدين، بل كانتا لكل المؤمنين:
قال هارناك Harnack :
"عندما أحرزت الكنيسة أعظم انتصاراتها في الأيام الأولى، فعلت هذا ليس بواسطة المعلّمين أو الوعاظ أو الرسل، بل بواسطة المبشرين العاديين".
كتب دين إينج Dean Inge:
"بدأت المسيحية كديانة نبويّة قامت على خدمة العلمانيين... لقد توقف مستقبل المسيحية على جماعة المؤمنين من غير رجال الدين"
يقول بريان Bryan Green:
"في المقام الأول ارتكز مستقبل المسيحية والتبشير بالإنجيل في كل أنحاء العالم بين أيدي رجال ونساءٍ عاديين، وليس بين أيدي الخدّام المسيحيين المتفرِّغين."
يقول ليتون فورد Leighton Ford:
"الكنيسة التي تُكلّف طبقة من رجال الدين فقط ليقوموا بالخدمة والشهادة، تُخالف قصد المسيح، رأسِها، وتخالف النموذج الثابت للمسيحيين الأوائل: وهو أن التبشير بالإنجيل كان مهمة الكنيسة كلها، لا الشخصيات التي لها ألقاب فقط."
كتب ستيوارت J. A. Stewart :
كان كل فردٍ في الكنيسة المحليّة يخرج لربح النفوس للمسيح بالاتصال الشخصي، وبعد ذلك يُحضر هؤلاء الأطفال المولودين حديثًا إلى هذه الكنائس المحلية حيث يتعلمون ويتقوون في الإيمان. وهم بدورهم يخرجون بعد ذلك ليفعلوا الشيء نفسه. فالحقيقة البسيطة هي أنه في كنيسة عصر الرسل، لم يكن هناك كاهن أو رجل دين يرأس أو يهيمن على مؤمني أية كنيسة محلية.
فالكنيسة المحلية السويَّة: تتكوَّن من قديسين وأساقفة وشمامسة "بُولُسُ وَتِيمُوثَاوُسُ عَبْدَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِينَ فِي فِيلِبِّي، مَعَ أَسَاقِفَةٍ وَشَمَامِسَةٍ:" (في1: 1) .وكان القديسون كلهم كهنة في رأي الإنجيل، وكان الأساقفة هم الشيوخ أو النُّظار أو القادة الروحيين بين القديسين. وكان الشمامسة هم الخدام الذين يقومون بالواجبات التي لها صلة بالأمور المالية في الكنيسة المحلية وما شابه ذلك. ولم يشغل أي واحد من الأساقفة أو الشيوخ عمل أو وظيفة كاهن أو رجل دين، بل كان هناك هيئة من الشيوخ يعملون معًا كرعاةٍ في الجماعة المحلِّيَّة.
وقد يسأل بعضهم: ماذا عن الرسل، والأنبياء، والمبشرين، والرعاة، والمعلمين؟ ألم يكونوا هم رجال الدين في الكنائس الأولى؟ فالإجابة عن هذا السؤال موجودة في أفسس 4: 12 "لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ،". فإن المواهب أُعطيت لهؤلاء لبنيان وتكميل القديسين، ليستطيعوا أن يواصلوا الخدمة، وهكذا يبنون جسد المسيح. فهدفهم أو غايتهم لم يكن تنصيب أنفسهم موظفين دائمين للإشراف على الكنيسة المحلية، ولكنهم يعملون من أجل اليوم الذي تستطيع فيه الكنيسة المحلية أن تواصل مسيرتها بنفسها. بعد ذلك يستطيعون أن ينتقلوا إلى مكان آخر لتأسيس اجتماعات أخرى وتشديدها.
وبحسب ما قاله مؤرخو الكنيسة، فإن النظام الإكليريكي نشأ في القرن الثاني، لكنه لم يكن معروفًا في فترة سفر الأعمال. وعندما ظهر هذا النظام أعاق التبشير بالإنجيل في كل أنحاء العالم، كما أعاق امتداد الكنيسة، لأن اعتماد هذا النظام كلُّه، كان على الأعداد القليلة من الإكليروس. فالمؤمنون في العهد الجديد ليسوا فقط خدامًا، بل هم كهنة أيضًا. وككهنة مقدَّسين كانت لهم الصلاحية الدائمة للدخول بالإيمان إلى محضر الله. (حتى بداية عصر الاصلاح على يد مارتن لوثر وهذا ما سنراه فيما بعد).
"كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيِّينَ ¬كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ¬ بَيْتًا رُوحِيًّا، كَهَنُوتًا مُقَدَّسًا، لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ." (1 بط 2: 5 ).
وككهنة ملوكيين كان لهم امتياز أن يُخبروا بفضائل الذي دعاهم من الظلمة إلى نوره العجيب "وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ" (1 بط 2: 9 ).
إن كهنوت كل المؤمنين لا يعني فعلاً أن كل واحد منهم مؤهَّل لأن يعظ وأن يُعلِّم علانية، فإن هذا الكهنوت يختص أساسًا بالعبادة والشهادة. ولكن كهنوت كل المؤمنين يعني أنه لم يعد في الكنيسة طبقة خاصة من الكهنة لها التحكم والسيطرة على العبادة والخدمة.
4- خطورة الخجل من التبشير بالانجيل:
"لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ: لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ. لأَنْ فِيهِ مُعْلَنٌ بِرُّ اللهِ بِإِيمَانٍ، لإِيمَانٍ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:«أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا" (رومية 1: 16-17).
هذه الآية غيرت المصلح البروتستانتي مارتن لوثر وقلبته رأساً على عقب فأصبح أول مصلح ومبشر في ألمانيا وأوروبا لا بل في العالم بأكمله، لقد أنار الروح القدس حياته وعرف قوة انجيل المسيح في الخلاص وإعلان بر الله. ومن ذلك الوقت بدأ بدراسة الكتاب المقدس وترجمته إلى اللغة الألمانية، لغة الشعب في ذلك الوقت ثم خلع عنه ثوب الرهبنة الكاثوليكية التي كانت تقيده بالطقوس والفرائض والكهنوت الاكليريكي. ومن ذلك الوقت دخلت الكنيسة عصر الاصلاح الذي أعاد للكتاب المقدس سلطته على الكنيسة كونه مصدر الوحي الإلهي الوحيد بعد أن كانت الكنيسة هي المتسلطة على التعليم والتفسير.
"لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُبَشِّرُ فَلَيْسَ لِي فَخْرٌ، إِذِ الضَّرُورَةُ مَوْضُوعَةٌ عَلَيَّ، فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّر" (1 كو 9: 16).
1) إن رفض دعوة التبشير والكرازة بالإنجيل أو الهروب منها لا يمكن أن نصفه إلا بالكبرياء والجحود واللاإيمانية ، وهذا يرجع إلى فقر النفس فى التقوى والإيمان وجهلها بروح المكتوب.
"لأَنَّ مَنِ اسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي، فَبِهذَا يَسْتَحِي ابْنُ الإِنْسَانِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِهِ وَمَجْدِ الآبِ وَالْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ. (لو 9 : 26 ).
2) ما الذى يمنعك من المجاهرة بحق الإنجيل ؟ وما الذى يدفعك للهروب من مواجهة المبتدعين ضده ؟ إن الانجيل هو كلمة الحق ومن يجاهر بها يسانده الحق ويرفعه ، ومن يرفض ذلك فهو شرير محبا للباطل وقد ارتضى لنفسه الظلمة الأبدية وشركة آبليس وملائكته فى الهلاك والعذب إلى ابد الدهور .
3) يخبرنا الوحى الإلهى عن كلمة الله انها "حية و فعالة و امضى من كل سيف ذي حدين و خارقة الى مفرق النفس و الروح و المفاصل و المخاخ و مميزة افكار القلب و نياته (عب 4 : 12) ، وهذا كفيل ، إذا ما أُخذ بعين الإيمان ، بجعلنا فى سلام وفرح وانتصار أبان المجاهرة بحق الإنجيل والكرازة به .
4) لا تخجل من الإنجيل لأن مبادئه سامية وأخلاقية تهدف للارتقاء بالمستوى البشرى وجعل الإنسان مقدسا وقويا وعفيفا كل حين ، ولا ريب أن فى ذلك السلامة والفرح والغنى .
5) لكى لا نستحي من الإنجيل علينا أولا قراءته ثم تطبيقه ، ومتى فعلنا ذلك سنحمل فى داخلنا الغيرة نحو الكرازة به والقوة واليقين آبان التبشير به أيضا.
6) إن لم نأخذ الروح القدس في داخلنا، سوف نفشل فى الافتخار بالإنجيل والكرازة به ، لأنه لا يستطيع أحد أن ينطق بالحق بعيداً عن مؤازرة الروح القدس .
7) يخبرنا الرسول بولس فى (2 تي 10:1) أن مسيحنا استطاع أن يبطل الموت وينير الحياة والخلود بواسطة الإنجيل "وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ.". وكل مؤمن يستطيع أن يقيم الأموات ويصنع المعجزات بالإنجيل أيضاً.
5- خاتمة:
والآن بعد هذا العرض عن البشارة بالانجيل هل يمكن أن نتصور كنيسة لا يدخل التبشير ضمن أولوياتها؟ برأيي أن الكنيسة التي لا تبشر هي ليست كنيسة المسيح ولا يحق أن تدعى كنيسة وكما قال الرسول بولس "ويل لي إن كنت لا أبشر" وبالتالي الويل واللعنة سوف تنصب على تلك الكنيسة لأنه كيف يمكن لكنيسة أن تستمر بدون أن تلد بنين وبنات، وبدون أن يدخلها دم جديد.
ربما يصعب القول بأننا مهددون بالتلاشي أوالزوال إن بقينا في حالتنا هذه بدون القيام بالحملات التبشيرية ودعوة أناس جدد إلى الكنيسة، أفراداً وعائلات، شباناً وشابات، كهولاً وشيوخاً، وإن أردنا أن نكون فعلاً الكنيسة التي أحبها الرب يسوع وأسلم نفسه لأجلها، علينا أن نذهب إلى الآخرين ونبشر بملكوت الله ونقول لهم "قد وجدنا مسيا". دعونا يا أحباء لا ننتظر بعضنا بل نشجع بعضنا البعض على الشهادة للمسيح والكرازة بالانجيل في وقت مناسب وغير مناسب لأننا كلنا كهنة مختارون ومدعوون للارسالية العظمى التي بدأت في يوم الخمسين.
فالمهمّة لم تكتمل بعد. وماذا ترانا نفعل لتحقيق وصيّة الرب الأخيرة؟
"وَيُكْرَزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ هذِهِ فِي كُلِّ الْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَمِ. ثُمَّ يَأْتِي الْمُنْتَهَى"(لوقا 24: 14).
الرب يبارك حياتكم
Admin
المصدر: عظات ألقيت في كنيسة الرجاء الحي الانجيلية العربية في مانهايم - ألمانيا 2010
من الأهداف الأساسية الخمسة لكنيسة المسيح هي البشارة بالملكوت فالرب قبل صعوده إلى السماء أوصى التلاميذ بأن يبشروا بملكوت الله حيثما ذهبوا ونجد ذلك واضحاً في البشائر الأربعة:
متى 28: 18-19
"فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ."
تحوي هذه المأموريّة ثلاث توصيات:
1- "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم" وهذا لا يفترض أنّ العالم كلّه سيرجع للربّ. لكن من خلال كرازة التلاميذ بالإنجيل سيتعلّم الآخرون عن المخلّص وسيصمّم بعضهم على اتّباعه، من كل أمّة وقبيلة وشعب ولسان.
2- "وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" وضع المسيح على عاتق رسله مسؤوليّة التعليم عن المعمودية والتوصية بإطاعة أمرها. فبمعمودية المؤمن، يعلن المسيحيّ جهرًا اتّحاده الشخصيّ بالله المثلّث الأقانيم. وهكذا يعترف بأنّ الله أبوه، وأنّ المسيح يسوع هو ربّه ومخلّصه، وأنّ الروح القدس يسكن فيه ويقوّيه ويعلّمه
3- "وعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" تتخطّى المأموريّة هذه حدود خدمة التبشير، فيجب ألاّ نكتفي بمجرّد هداية الناس للمسيح ثمّ تركهم يصارعون لوحدهم، لكن يجب علينا أن نعلّمهم أن يحفظوا وصايا المخلّص كما يعلنها العهد الجديد. فأساس التلمذة هو أن يصبح التلميذ مشابهًا لمعلّمه" ويتحقّق ذلك بالتعليم النظامي لكلمة الله والخضوع لها.
4- "وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ آمِينَ عندئذٍ أضاف الربّ وعدًا يؤكّد حضوره المستمرّ مع تلاميذه حتى انقضاء الدهر.
وبعد نحو عشرين قرنًا من الزمان ما تزال كلماته تلك تحمل الوقع ذاته وتشير إلى الحاجة ذاتها داعيةً إلى التطبيق عينه. فالمهمّة لم تكتمل بعد. وماذا ترانا نفعل لتحقيق وصيّته هذه الأخيرة؟
مرقس 16: 15-16
"وَقَالَ لَهُمُ:«اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ."
لوقا 24: 46-48
"وَقَالَ لَهُمْ:«هكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ، وَهكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ، مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ. وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذلِكَ."
يوحنا 20: 31
"وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ".
2- خطة الله لخلاص البشر: (اع 9: 1-22)
كانت عند الرب خطط رائعة لشاول إذ قال لحنانيا: "هذا لي إناء مختار ليحمل اسمي أمام أممٍ وملوكٍ وبني إسرائيل. لأني سأريه كم ينبغي أن يتألم من أجل اسمي". في المقام الأول كُلف شاول أن يكون رسولاً للأمم، وهذا سيُوقفه أمام ملوك ولكنه أيضًا سيكرز لليهود، وعندئذ سيختبر أعنف الاضطهادات.
في صورة مؤثِّرة للحب المسيحي، عبَّرَ حنانيا عن كمال الشركة مع شاول الذي تحول إلى المسيحية حديثًا بأن وضع عليه يديه، وناداه «أيها الأخ شاول» ثمّ شرح له غرض زيارته، وهو أن يُبصر ويمتلئ من الروح القدس. ويجب أن نلاحظ هنا أن الروح القدس قد أُعطي لشاول بوضع يَدَي تلميذٍ بسيط، فحنانيا كان رجلاً علمانيًّا كما يدعوه المفسّرون. وكون الرب يستخدم رجلاً ليس من الرسل، ينبغي أن يوبِّخ الذين يقصرون حق ممارسة الأمور الروحية على ”الكهنة“ أو ”الاكليريكيين“.
عندما يهتدي شخص اهتداءً حقيقيًّا إلى المسيح، فإن أمورًا معيَّنة تحدث غالبًا. فهناك علامات معينة تبين حقيقة هذا التحول. وهذا كان حقيقيًا بالنسبة لشاول الطرسرسي. فما هي هذه العلامات؟
وضع فرنسيس ديكسون Dixon Francis قائمة ببعض هذه العلامات:
1.تقابل مع الرب وسمع صوته (ع4 - 6)، ورآه، وهذا فقط هو الذي استطاع أن يقنعه بأن يصير مسيحيًا وأن يجعله متضعًا.
2.امتلأ بالأشواق لطاعة الرب ولفعل مشيئته (ع 6 )
3.بدأ يصلي (ع11)
4.اعتمد (ع 18 )
5.ارتبط بشركة مع المؤمنين (ع 19)
6.بدأ يشهد للمسيح بقوّة "وَلِلْوَقْتِ جَعَلَ يَكْرِزُ فِي الْمَجَامِعِ بِالْمَسِيحِ أَنْ هذَا هُوَ ابْنُ اللهِ" (أع 9: 20)
7.نما في النعمة (ع 22)
3- خدمة العلمانيين (كهنوت كل المؤمنين):
من أهم الدروس التي نستطيع أن نتعلمها من سفر الأعمال هو أن المسيحية حركة علمانية، وأن الشهادة والخدمة لم تقتصرا على طبقة خاصة، مثل الكهنة ورجال الدين، بل كانتا لكل المؤمنين:
قال هارناك Harnack :
"عندما أحرزت الكنيسة أعظم انتصاراتها في الأيام الأولى، فعلت هذا ليس بواسطة المعلّمين أو الوعاظ أو الرسل، بل بواسطة المبشرين العاديين".
كتب دين إينج Dean Inge:
"بدأت المسيحية كديانة نبويّة قامت على خدمة العلمانيين... لقد توقف مستقبل المسيحية على جماعة المؤمنين من غير رجال الدين"
يقول بريان Bryan Green:
"في المقام الأول ارتكز مستقبل المسيحية والتبشير بالإنجيل في كل أنحاء العالم بين أيدي رجال ونساءٍ عاديين، وليس بين أيدي الخدّام المسيحيين المتفرِّغين."
يقول ليتون فورد Leighton Ford:
"الكنيسة التي تُكلّف طبقة من رجال الدين فقط ليقوموا بالخدمة والشهادة، تُخالف قصد المسيح، رأسِها، وتخالف النموذج الثابت للمسيحيين الأوائل: وهو أن التبشير بالإنجيل كان مهمة الكنيسة كلها، لا الشخصيات التي لها ألقاب فقط."
كتب ستيوارت J. A. Stewart :
كان كل فردٍ في الكنيسة المحليّة يخرج لربح النفوس للمسيح بالاتصال الشخصي، وبعد ذلك يُحضر هؤلاء الأطفال المولودين حديثًا إلى هذه الكنائس المحلية حيث يتعلمون ويتقوون في الإيمان. وهم بدورهم يخرجون بعد ذلك ليفعلوا الشيء نفسه. فالحقيقة البسيطة هي أنه في كنيسة عصر الرسل، لم يكن هناك كاهن أو رجل دين يرأس أو يهيمن على مؤمني أية كنيسة محلية.
فالكنيسة المحلية السويَّة: تتكوَّن من قديسين وأساقفة وشمامسة "بُولُسُ وَتِيمُوثَاوُسُ عَبْدَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِينَ فِي فِيلِبِّي، مَعَ أَسَاقِفَةٍ وَشَمَامِسَةٍ:" (في1: 1) .وكان القديسون كلهم كهنة في رأي الإنجيل، وكان الأساقفة هم الشيوخ أو النُّظار أو القادة الروحيين بين القديسين. وكان الشمامسة هم الخدام الذين يقومون بالواجبات التي لها صلة بالأمور المالية في الكنيسة المحلية وما شابه ذلك. ولم يشغل أي واحد من الأساقفة أو الشيوخ عمل أو وظيفة كاهن أو رجل دين، بل كان هناك هيئة من الشيوخ يعملون معًا كرعاةٍ في الجماعة المحلِّيَّة.
وقد يسأل بعضهم: ماذا عن الرسل، والأنبياء، والمبشرين، والرعاة، والمعلمين؟ ألم يكونوا هم رجال الدين في الكنائس الأولى؟ فالإجابة عن هذا السؤال موجودة في أفسس 4: 12 "لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ،". فإن المواهب أُعطيت لهؤلاء لبنيان وتكميل القديسين، ليستطيعوا أن يواصلوا الخدمة، وهكذا يبنون جسد المسيح. فهدفهم أو غايتهم لم يكن تنصيب أنفسهم موظفين دائمين للإشراف على الكنيسة المحلية، ولكنهم يعملون من أجل اليوم الذي تستطيع فيه الكنيسة المحلية أن تواصل مسيرتها بنفسها. بعد ذلك يستطيعون أن ينتقلوا إلى مكان آخر لتأسيس اجتماعات أخرى وتشديدها.
وبحسب ما قاله مؤرخو الكنيسة، فإن النظام الإكليريكي نشأ في القرن الثاني، لكنه لم يكن معروفًا في فترة سفر الأعمال. وعندما ظهر هذا النظام أعاق التبشير بالإنجيل في كل أنحاء العالم، كما أعاق امتداد الكنيسة، لأن اعتماد هذا النظام كلُّه، كان على الأعداد القليلة من الإكليروس. فالمؤمنون في العهد الجديد ليسوا فقط خدامًا، بل هم كهنة أيضًا. وككهنة مقدَّسين كانت لهم الصلاحية الدائمة للدخول بالإيمان إلى محضر الله. (حتى بداية عصر الاصلاح على يد مارتن لوثر وهذا ما سنراه فيما بعد).
"كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيِّينَ ¬كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ¬ بَيْتًا رُوحِيًّا، كَهَنُوتًا مُقَدَّسًا، لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ." (1 بط 2: 5 ).
وككهنة ملوكيين كان لهم امتياز أن يُخبروا بفضائل الذي دعاهم من الظلمة إلى نوره العجيب "وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ" (1 بط 2: 9 ).
إن كهنوت كل المؤمنين لا يعني فعلاً أن كل واحد منهم مؤهَّل لأن يعظ وأن يُعلِّم علانية، فإن هذا الكهنوت يختص أساسًا بالعبادة والشهادة. ولكن كهنوت كل المؤمنين يعني أنه لم يعد في الكنيسة طبقة خاصة من الكهنة لها التحكم والسيطرة على العبادة والخدمة.
4- خطورة الخجل من التبشير بالانجيل:
"لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ: لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ. لأَنْ فِيهِ مُعْلَنٌ بِرُّ اللهِ بِإِيمَانٍ، لإِيمَانٍ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:«أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا" (رومية 1: 16-17).
هذه الآية غيرت المصلح البروتستانتي مارتن لوثر وقلبته رأساً على عقب فأصبح أول مصلح ومبشر في ألمانيا وأوروبا لا بل في العالم بأكمله، لقد أنار الروح القدس حياته وعرف قوة انجيل المسيح في الخلاص وإعلان بر الله. ومن ذلك الوقت بدأ بدراسة الكتاب المقدس وترجمته إلى اللغة الألمانية، لغة الشعب في ذلك الوقت ثم خلع عنه ثوب الرهبنة الكاثوليكية التي كانت تقيده بالطقوس والفرائض والكهنوت الاكليريكي. ومن ذلك الوقت دخلت الكنيسة عصر الاصلاح الذي أعاد للكتاب المقدس سلطته على الكنيسة كونه مصدر الوحي الإلهي الوحيد بعد أن كانت الكنيسة هي المتسلطة على التعليم والتفسير.
"لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُبَشِّرُ فَلَيْسَ لِي فَخْرٌ، إِذِ الضَّرُورَةُ مَوْضُوعَةٌ عَلَيَّ، فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّر" (1 كو 9: 16).
1) إن رفض دعوة التبشير والكرازة بالإنجيل أو الهروب منها لا يمكن أن نصفه إلا بالكبرياء والجحود واللاإيمانية ، وهذا يرجع إلى فقر النفس فى التقوى والإيمان وجهلها بروح المكتوب.
"لأَنَّ مَنِ اسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي، فَبِهذَا يَسْتَحِي ابْنُ الإِنْسَانِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِهِ وَمَجْدِ الآبِ وَالْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ. (لو 9 : 26 ).
2) ما الذى يمنعك من المجاهرة بحق الإنجيل ؟ وما الذى يدفعك للهروب من مواجهة المبتدعين ضده ؟ إن الانجيل هو كلمة الحق ومن يجاهر بها يسانده الحق ويرفعه ، ومن يرفض ذلك فهو شرير محبا للباطل وقد ارتضى لنفسه الظلمة الأبدية وشركة آبليس وملائكته فى الهلاك والعذب إلى ابد الدهور .
3) يخبرنا الوحى الإلهى عن كلمة الله انها "حية و فعالة و امضى من كل سيف ذي حدين و خارقة الى مفرق النفس و الروح و المفاصل و المخاخ و مميزة افكار القلب و نياته (عب 4 : 12) ، وهذا كفيل ، إذا ما أُخذ بعين الإيمان ، بجعلنا فى سلام وفرح وانتصار أبان المجاهرة بحق الإنجيل والكرازة به .
4) لا تخجل من الإنجيل لأن مبادئه سامية وأخلاقية تهدف للارتقاء بالمستوى البشرى وجعل الإنسان مقدسا وقويا وعفيفا كل حين ، ولا ريب أن فى ذلك السلامة والفرح والغنى .
5) لكى لا نستحي من الإنجيل علينا أولا قراءته ثم تطبيقه ، ومتى فعلنا ذلك سنحمل فى داخلنا الغيرة نحو الكرازة به والقوة واليقين آبان التبشير به أيضا.
6) إن لم نأخذ الروح القدس في داخلنا، سوف نفشل فى الافتخار بالإنجيل والكرازة به ، لأنه لا يستطيع أحد أن ينطق بالحق بعيداً عن مؤازرة الروح القدس .
7) يخبرنا الرسول بولس فى (2 تي 10:1) أن مسيحنا استطاع أن يبطل الموت وينير الحياة والخلود بواسطة الإنجيل "وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ.". وكل مؤمن يستطيع أن يقيم الأموات ويصنع المعجزات بالإنجيل أيضاً.
5- خاتمة:
والآن بعد هذا العرض عن البشارة بالانجيل هل يمكن أن نتصور كنيسة لا يدخل التبشير ضمن أولوياتها؟ برأيي أن الكنيسة التي لا تبشر هي ليست كنيسة المسيح ولا يحق أن تدعى كنيسة وكما قال الرسول بولس "ويل لي إن كنت لا أبشر" وبالتالي الويل واللعنة سوف تنصب على تلك الكنيسة لأنه كيف يمكن لكنيسة أن تستمر بدون أن تلد بنين وبنات، وبدون أن يدخلها دم جديد.
ربما يصعب القول بأننا مهددون بالتلاشي أوالزوال إن بقينا في حالتنا هذه بدون القيام بالحملات التبشيرية ودعوة أناس جدد إلى الكنيسة، أفراداً وعائلات، شباناً وشابات، كهولاً وشيوخاً، وإن أردنا أن نكون فعلاً الكنيسة التي أحبها الرب يسوع وأسلم نفسه لأجلها، علينا أن نذهب إلى الآخرين ونبشر بملكوت الله ونقول لهم "قد وجدنا مسيا". دعونا يا أحباء لا ننتظر بعضنا بل نشجع بعضنا البعض على الشهادة للمسيح والكرازة بالانجيل في وقت مناسب وغير مناسب لأننا كلنا كهنة مختارون ومدعوون للارسالية العظمى التي بدأت في يوم الخمسين.
فالمهمّة لم تكتمل بعد. وماذا ترانا نفعل لتحقيق وصيّة الرب الأخيرة؟
"وَيُكْرَزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ هذِهِ فِي كُلِّ الْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَمِ. ثُمَّ يَأْتِي الْمُنْتَهَى"(لوقا 24: 14).
الرب يبارك حياتكم
Admin
المصدر: عظات ألقيت في كنيسة الرجاء الحي الانجيلية العربية في مانهايم - ألمانيا 2010